متى يجب شراء الذهب؟ هل هذا هو الوقت المناسب للاستثمار؟

 

متى اشتري الذهب ؟ وهل هذا الوقت مناسب
متى اشتري الذهب ؟ وهل هذا الوقت مناسب

يواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية منذ بداية العام وسط حالة من الترقب من قبل المستثمر والمستهلك على حد سواء، فبين من يعتبره الملاذ الآمن في الأزمات ومن يراه استثمارًا طويل الأجل، تتزايد التساؤلات حول مستقبل المعدن النفيس: هل يستمر الذهب في الارتفاع أم اقترب وقت التصحيح، خاصة مع التراجعات التي لمسناها بالأمس واليوم؟ وكيف يمكن للمستهلك العادي أن يحدد التوقيت الأنسب للشراء أو البيع؟

تابع سعر الذهب اليوم في السعودية لحظة بلحظة من خلال الصفحة الرئيسية

 ما هي أسباب الصعود التاريخي للذهب منذ بداية هذا العام؟

 كلنا نعلم أن الذهب مرتبط أكثر بالأزمات، لأنه في الأصل سلعة تحوطية دائمًا يلجأ إليها المستثمر للتحوّط ضد أي أزمة تطرأ في العالم، سواء كانت أزمة سياسية أو اقتصادية. وخلال العام الحالي تعددت الأزمات، بدايةً من تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، مع إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعريفات الجمركية الأخيرة التي خلقت ما يسمى بالحرب التجارية بين الدول، وخاصة مع الصين.

هذه الحرب دفعت أسعار الذهب للارتفاع من مستويات تقارب 2500 حتى وصلت إلى نحو 3500 دولار للأونصة الواحدة. ومع كل أزمة يستفيد الذهب منفردًا بارتفاع الأسعار، لذلك نقول دائمًا إن الذهب يلمع في الأزمات.

اسباب ارتفاع اسعار الذهب

أيضًا توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي دفعت بمزيد من الارتفاعات خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب إقبال البنوك المركزية على الشراء بكميات كبيرة لم تحدث من قبل. كذلك ضعف عملة الدولار خلال الفترة الأخيرة كان من أسباب ارتفاع الذهب، إضافة إلى زيادة الطلب مقابل قلة المعروض وارتفاع تكاليف الاستخراج من المناجم.

إذا كانت هذه الأسباب مجتمعة وغيرها من العوامل هي ما أدت إلى ارتفاع قياسي في أسعار الذهب، فكيف يقرأ المتابع الآن التراجع في الأسعار كما شاهدنا بالأمس واليوم، حيث وصلت التراجعات إلى 300 دولار للأوقية؟

عمومًا، خلال آخر سنتين كان السلوك السعري للذهب يتجه صعودًا بقوة. يصعد الذهب مكونًا قمة تاريخية، ثم يقوم ببعض التصحيحات البسيطة، ثم يصعد مرة أخرى مكونًا قمة جديدة. هذه التصحيحات التي تصل إلى نحو 300 دولار تُعد نسبة بسيطة من الارتفاع الذي تجاوز 1000 دولار خلال عام واحد، فهي مجرد تصحيح بسيط تمهيدًا لبناء مراكز شرائية جديدة من قبل المستثمرين والصعود مجددًا لمستويات أعلى من 4380 دولارًا للأونصة، وهو المستوى الذي وصل إليه السعر قبل أيام.

توقعات اسعار الذهب لعام 2026


توقعات اسعار الذهب لعام 2026

لذلك نرى أن السعر حاليًا في موجة تصحيح نتيجة جني الأرباح وإعادة بناء مراكز شرائية جديدة من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى، وهذه لن تستمر طويلًا. سنرى قريبًا استقرار الأسعار وبداية صعودها مجددًا للعودة إلى مستويات 4400 ثم 4500، وربما نرى قريبًا مستوى 5000 دولار للأونصة الواحدة.

هل متوقع أن يستمر النزول أكثر؟ كثير من المتابعين يتساءلون إن كان هناك مزيد من التصحيح وهل من الأفضل الانتظار أكثر للحصول على أفضل سعر ممكن للشراء.

عادةً التصحيحات تكون بنسبة 50% من الموجة الصاعدة الأخيرة، فربما نرى مستويات 3900 أو 3800 ثم الصعود مجددًا إلى القمة التاريخية الأخيرة عند مستوى 4380 دولارًا.

لكننا دائمًا ننصح المستثمرين أو الأفراد العاديين بالانتظار لشراء الذهب من مستويات أقل، ثم الصعود مع السعر باستهداف القمة الأخيرة، ثم قمم تاريخية جديدة أعلى من 4400 دولار للأونصة الواحدة.

شاهد فيديو توقعات اسعار الذهب الاسبوعية



نعود مرة أخرى إلى سلوك البنوك المركزية الكبرى، والتي شهدت في الفترة الأخيرة إقبالًا متزايدًا على شراء كميات كبيرة من الذهب. هل هذا السلوك غير جيد بالنسبة لمستقبل الاقتصاد العالمي؟

بالطبع، من ضمن وظائف البنوك المركزية وضع السياسة النقدية للدول. ومعنى إقبال البنوك المركزية على شراء الذهب وتخفيض احتياطاتها النقدية أن هناك ضبابية في المشهد، وحالة من عدم اليقين، وربما أزمة قادمة تراها البنوك ولا يراها الأفراد.

فبالتالي، إقبال البنوك على شراء الذهب وتخفيض الاحتياطيات النقدية هو مؤشر سلبي للاقتصاد العالمي خلال الفترات المقبلة، لأنه يعني أن هناك أزمة ما. وكما نعلم، الذهب يلمع في الأزمات، فإذا كانت البنوك المركزية نفسها هي من يقبل الآن على الشراء، فهذا دليل على أن المشهد العالمي غامض وأن حالة عدم اليقين في الأسواق تدفعها لزيادة هذه المشتريات.

خلال هذه الفترة، ومع التركيز على أسواق الذهب، انتشرت أخبار قوية عن أن الصين اكتشفت ذهبًا جديدًا له خصائص مختلفة. 

هل هذا صحيح؟ وهل لتلك الاكتشافات تأثير على أسواق الذهب إن صحت؟

في البداية، نوضح أن الذهب عيار 24 المعروف بأربع تسعات عادة ما يكون لينًا جدًا، لا يمكن استخدامه في صناعة المجوهرات لأنه سهل الكسر والطي، ولا يصلح للاستخدام اليومي. لذلك نلجأ دائمًا إلى العيارات الأقل مثل 18 و21 و22 لزيادة الصلابة.

ما فعلته الصين الآن ليس اكتشاف ذهب جديد، بل اكتشاف معدن جديد يُضاف إلى الذهب عيار 24 ليمنحه صلابة تسمح بدخوله في صناعة المجوهرات. وهذا الاكتشاف يجعل الذهب عيار 24 أكثر صلابة بحوالي خمس مرات من العيار 18، الذي يُعتبر أصلب العيارات المستخدمة في المجوهرات اليومية.

إذن لا يوجد اكتشاف ذهب جديد، بل تطوير في مكونات عيار 24 لجعله أصلب وأكثر قابلية للاستخدام.

هل من الممكن أن تعيد الحكومة الأمريكية تسعير الذهب الذي تملكه ليتناسب مع سعر السوق؟

 نتحدث الآن عن نقطة مهمة وهي امتلاك الولايات المتحدة لأكبر احتياطي ذهب في العالم يُقدّر بنحو 261 مليون أوقية، لكنها تُثبّت سعر هذه الأوقيات منذ عقود عند 42 دولارًا. من الممكن أن تقدم الولايات المتحدة على هذه الخطوة، لأنها قامت بها سابقًا. ولكن في حال فعلت ذلك، فإنها ستحصل على رقم زائف في احتياطاتها، ما يعطيها رقمًا كبيرًا ظاهريًا، لكنه في الواقع يضيف مزيدًا من المشاكل.

سيؤدي ذلك إلى رفع الموازنات إلى نحو تريليون دولار بعد أن كانت 11 مليار دولار فقط، مما يعطيها أفضلية في الإنفاق والاقتراض مؤقتًا، لكنه مستقبلًا سيضيف مشكلات أخرى للاقتصاد الأمريكي والعالمي مثل التضخم، وهو ما يراه بعض الخبراء حيلة اقتصادية لإعطاء الاقتصاد جرعة مؤقتة من الاستمرار لمواجهة الأزمات الحالية.

وباختصار، كيف يمكن للمواطن أو المستهلك البسيط الذي لديه راتب شهري أن يستفيد من الاستثمار في الذهب في ظل هذه الأسعار المرتفعة؟

وباختصار، كيف يمكن للمواطن أو المستهلك البسيط الذي لديه راتب شهري أن يستفيد من الاستثمار في الذهب في ظل هذه الأسعار المرتفعة؟


بالنسبة للفرد العادي، يمكنه وضع خطة بسيطة لنفسه، كأن يشتري كل شهر نسبة معينة من راتبه ولو جرامًا واحدًا. حاليًا يمكن شراء جرام ذهب بحوالي 130 دولارًا، فيكوّن محفظة صغيرة يضيف إليها شهريًا ما يناسب دخله.

على المدى البعيد، سيكون لديه رصيد جيد من الذهب. فلو قرر الفرد شراء 5 جرامات كل شهر، ففي نهاية العام سيكون لديه 60 جرامًا، وبعد 10 أعوام سيكون لديه 600 جرام، وقد يكون حينها سعر الذهب 10,000 أو حتى 15,000 دولار للأونصة.

هل من نصائح بشأن شراء الذهب الآن أم الانتظار أكثر؟

شراء الذهب في الوقت الحالي يعتمد على نوع المشتري. المستثمر الآن في حالة جني أرباح مؤقتة استعدادًا لبناء مراكز جديدة عند مستويات 3900 أو 3800 دولار. أما الفرد العادي فيمكنه الشراء في أي وقت يتوفر معه المال، لأن نظرته مختلفة عن المستثمر، فهو يشتري بهدف الادخار لا المضاربة.

المستثمر ينتظر هبوط الأسعار لإعادة بناء المراكز وبيعها عند مستويات أعلى، بينما الفرد العادي يشتري الذهب كلما توفّر معه المبلغ المناسب لأنه يحتفظ به كقيمة ادخارية طويلة الأجل.


أهم الاسئلة الشائعة

ما الأسباب الرئيسية وراء الارتفاع القياسي الاخير في أسعار الذهب ؟

ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى تعدد الأزمات السياسية والاقتصادية بشكل عام  وخفض الفائدة وتوقعات بالاستمرار في خفضها وضعف الدولار وازدياد مشتريات البنوك المركزية مع ارتفاع الطلب وقلة المعروض.

هل سيستمر تراجع أسعار الذهب أم يعاود الصعود قريبًا ؟

الهبوط الحالي تصحيح مؤقت بنحو 300 دولار لمستوى 3800 دولار ومن المتوقع أن يعاود الذهب الصعود بعد بناء مراكز شرائية جديدة، مستهدفًا مستويات بين 4400 و5000 دولار للأونصة.

كيف يمكن للمستهلك العادي الاستفادة من الاستثمار في الذهب ؟

يمكنه شراء كميات صغيرة بانتظام  مثل جرام شهريًا  لتكوين محفظة ادخارية على المدى الطويل  فالقيمة المتراكمة ستزداد مع ارتفاع الأسعار مستقبلاً والشراء خصوصا في مستويات سعرية منخفضة.

Post a Comment

أحدث أقدم